"يعتبر وادى النطرون من الأماكن التى باركتها العائلة المقدسة أثناء وجودها فى مصر وبدأ فيه القديس مكاريوس الكبير حياته النسكية ومؤسسًا أو تجمع رهبانى فى هذه المنطقة ويخبرنا بلاديوس أن القديس مقاريوس الكبير ذهب للصحراء فى سن الثلاثينن، وعاش هناك ستين عامًا وتجمع حوله كثير ممن أرادوا حياة التجرد والنسك والصلاة حتى قيل عن هذا المكان سنة 306م كان مأهولاً بالرهبان إلى درجة أن محبى الوحدة من النساك اعتبروه مزدحمًا. وقد زار هذه المنطقة العديد من الرحالة الأجانب، وآباء الكنيسة الغربية، ليقفوا على الحياة الرهبانية ويأخذوا بركة سكانها، فعادوا إلى بلادهم حاملين معهم ما استطاعوا من تراثها كاتبين عنها المؤلفات الضخمة، منشئين على غرارها الأنظمة الرهبانية الغربية، منشئين على غرارها الأنظمة الرهبانية الغربية.ولعل من أشهر من زاروا المنطقة فى ذلك العصر بلاديوس صاحب بستان الرهبان، والقديس يوحنا كاسيان، كذلك الكثير من النساء اللواتى أتين لمشاهدة النساك المصريين وتحملوا فى ذلك أتعاب ومشقة السفر مثل القديسة ميلانيا الأسبانية، والقديسة باولا الإيطالية التى رافقت القديس ايرونيموس، فضلاً عن تلك الأميرة المشورة فى قصة القديس أرسانيوس. هذا بخلاف العديد من الجنسيات الأخرى الذين أتوا ليسكنوا فى هذه البرية ليحيوا حياة نسكية مثل المصريين. "