"بولس قاتل المسيحين الذى أصبح الشهيد المسيحى. الرسول بولس الارهابى والكاتب الموحى اليه، والمعلم المُذهل، والمرشد الصبور، هذا الشخص خدمته تهادى بجرأة على مسرح عالم القرن الأول، وترك توقيع عظمة لا يُمحى. خدمته مؤثرة وفيما تُنسب اليه القداسة اليوم، كان أول الخطاة حسب وصفه الشخصى. وما من شخص آخر فى الكتاب المقدس،عدا المسيح، كان له فى عالمه وعالمنا تأثير أعمق مما كان لبولس. لقد كان رجل همة حقيقة، ذا ثبات فى الذهن والروح وشجاعة لا تذعن فى مواجهة المشقات والأخطار الشخصية. فبصلابة وعناد، وبلا كلل ولا ملل، لبى بولس إرساليته السماوية بتصميم وعزم نادرين. وقد استخدمه الله بقوة عظيمة لقلب العالم رأسًا على عقب لأجل المسيح، فى جيله. غير أن رسالة بولس وطريقته اتسمتا أيضا بالنعمة اللطيفة. فهذا الرجل الذى عذب وقتل قديسى الله، فهم وفسر النعمة أفضل من أى واحد من مُعاصريه. لماذا؟ لأنه لم تخط قط عرفانه بالجميل بصفته متلقيا للنعمة. فإن نعمة اللة المتفاضلة جدًا حولت هذا المعتدى العنيف سابقًا إلى ناطق بلسان المسيح، مُتضع لكن مُقتدر. ورجل بتلك الهمة البالغة كان بحاجة ماسة إلى تلك النعمة الفائقة. ربما لذلك السبب تُشكل حياة بولس مصدر رجاء عظيمًا لنا. فمادام زعيم الخطاة قد غفر له وصار إناء الله المُختار أفلا يقدر الله أن يغفر لنا ويستخدمنا أيضًا؟ إنه قادر حقًا، إن صرنا نحن أيضًا من أهل النعمة والهمة كلتيهما. بولس هو جزء من سلسلة متعددة الأجزاء تستكشف سيرًا رائعة من كلمة الله وتتفحص أصحابها لتجد المزايا التى جعلتهم عظماء. انضم إلينا لإلقاء نظرة معمقة ومشوقة على هذه السيرة المُذهلة كما يستطيع تشارلز سويندول فقط أن يصفها... بولس: رجل نعمة وهمة. "