لا يحب الإنسان الألم، كما أن الله لا يحب الألم أيضًا. فقد خلقنا الله للفرح واللذة، وأهل كياننا لكى يتحرك نحو السعادة والتناغم.غير أننا- فى عالم تصيب فيه الأمراض الجسدية- نحتاج إلى الألم لكى ننتبه لهذه الأمراض نتعامل معها. وفى عالم تصيب فيه الأمراض الإرادة والأخلاق، نحتاج إلى شعور بألم الذنب وتأنيب الضمير لكى نتعامل مع فيروسات الطمع والشهوة والعدوان قبل أن تقتل أرواحنا. وفى عالم منقسم تكسرت فيه العلاقات، نحتاج إلى ألم الوحدة وغياب المعنى، فنرفع أعيننا عن اهتماماتنا الضيقة نرى الله الذى يبحث عنا ليردنا إلى الحياة، ونرى الناس ونكتشف أن حالهم هو حالنا: قلوب عطشى إلى الحب تبحث عن الحق والحرية والسعادة. إن الألم هو مكبر الصوت الذى يتحدث به الله إلى بشرية ثقل سماعها، وفقدت الحس والحساسية. ليس المقصود بهذا الكتاب أن يجعلنا نحب الألم، فنحن لن نحبه أبدًا، لكننا سنظل نشكر الله من أجله.