بسبب عظمة الكتاب المقدس، هناك طرق عديدة يمكن أن نقر بها، وفى بحثنا عن الحقيقة نحذر لئلا نصبح عبيدًا لأى طريقة من طرق دراسته. فالكتاب يقدم موضوعات لا حصر لها للتأمل الهادئ فى الصلاة، وبعضها ذات مستوى رفيع الشأن، وهى تبرز كمجموعة مستقلة، وتذكرنا بقمم الجبال، التى وإن كانت منعزلة إلا أنها أجزاء من سلسلة واحدة، بارتفاعها الشاهق وتفردها الذى يجذب الأنظار. ألا تنطبق هذه الملاحظة على مجزات الكتاب المقدس التى تجعله أعظم سجلات العالم التى تخلب الألباب بما فيه من حقائق لا يرقى إليها الشك؟، وبينما يكون الحد الفاصل بين ما هو طبيعى وما هو خارق للعادة فى بعض التجليات ضئيلاً جدًا للدرجة التى يكون فيها عمل قائمة متكاملة بالمعجزات متوقفًا على تعريف المرء للمعجزة، فلدينا سيل جارف من المعجزات التى يسهل التعرف على إعجازها. من بين الأمور البارزة فى الكتاب المقدس توجد ثلاثة أشياء تستحق معالجة خاصة وهى المعجزات والأمثال والأحاديث، وفى بعض الأحيان تكون وثيقة الصلة بعضها ببعض. فالمعجزات تزودنا باستعراض خاص للقوة الخارقة للطبيعة. والأمثال تحتوى على التوضيح الإلهى للحقيقة. والأحاديث تكشف عن التطور المستمر للحقيقة.